Month: March 2012

خطاياي السبع

1-“التحويش”

و ليس المقصود بالتحويش هو الإدخار …لكن المقصود هو “تحويش الغضب” …بمعنى أن ضيقي من الأشخاص لا أظهره أول ما يحصل الموقف ..فبتكون النتيجة هو إنفجار كوني مزلزل بعد كام أشهر …و يظنه المغضوب عليهم محض جنون.

2- الإدمان

و ليس المقصود بالإدمان هو إدمان الهرويين أو الكوكايين أو حتى شم الكُلة …فللإدمان أنواع عدة كلها يقارع بعضها البعض من حيث الخطر ..حتى و إن لم تكن من المحرمات المنصوص عليها دينياً … أنا مدمنة على الطعام .. الكفايين …الإنترنت و الأدهى أنني مدمنة على التوتر …تقريباً مش بعرف أتطور من غير ما أتوتر !!! وأسلوب حياتي كارثي بكل المقاييس سواءاً لأنه أسلوب حياة متوتر ..  أو نمطي .. أو مافيهوش أكل صحي و رياضة ..و مافيهوش أوقات براح !!

3- التوتر

تقريباً من ما عرفش أمتى …و أنا بتوتر عشان أنجح و أنجح عشان أتوتر … و دائرة مفرغة كده … تقريباً أنا مؤخراً أعترفت أن السبب الوحيد اللي مخليني مستمرة في الكلية اللي مش عجباني هو ” الأنا ” اللي تاعبة الناس دي … لكن حكاية العلم …و التعليم ..و المستقبل المنير المشرق دي مش واردة خالص …لأني كده كده عارفة أني لو ربنا أحياني حيطلع عيني شغل لحد ما يبقى عندي 30 سنة ..ده لو عايزة يبقى معايا قرشي يعني !… و التلفزيون و القنوات الأجنبي و برامجها الطبية بتتكلم عن خطر التوتر على القلب و على عمر الإنسان ….مايفرقش معايا عمري …بس لو حعيش ..مش عاوزة أعيش مريضة !!! بتهيألي سني رحمة من ربنا … لو كنت أكبر شوية ..و ببهدل صحتي كده …كان زماني بقيت مكسحة !!!

4-الخوف

في واحدة صاحبتي بتقولي : أنتي خايفة ليه مع أنك مش ضعيفة … قلتلها أني عندي هسهس أن في حد واطي حيسيطر عليه …

مش عارفة ده خوف و لا قصور في الرؤية …غالباً مزيج من الإتنين …

5-السربعة

6- النفخ في القرب المخرومة

هاهاها أيوة الإتنين مع بعض … يعني أقعدت أنفخ في قربة مخرومة سنتين تقريباً …و في الآخر لما أقريت و أعترفت أنها مخرومة و رميتها و جبت قربة جديدة أنفخ فيها ..بقت متسربعة جداً على نفخها … لدرجة أني نفسي أتقطع بيستهيألي كده محتاجة أتعلم التكنيك بتاع العدائيين و إزاي ينظموا نفسهم ….صحيح أني بوصل للي عايزاه بس ببقى قرفانة و طهقانة و الموضوع مايستاهلش كل ده … ما كده كده حنموت …يبقى ليه حرقة القلب ؟!

7- اللاصفاء

مش بعتبر نفسي شخصية متسامحة …و بصراحة كده أي حد بيوصلني لمرحلة الغضب ..و دي عندي مش بالساهل نفسيتي مش بتصفى ليه بالساهل …

بإختصار قلبي أسود و مش بسامح و مش بنسى الإساءات !!

x قصة

أحدق في المحال …في ألوان النيون ، في لهفة وجوه الزبائن ..و غضب الباعة المكظوم … أبواق السيارات تعلو فوق خفقات قلبي و تخطفني الأضواء الباهرة بعيداً عن أفكاري التي ترتطم بعضها ببعض  …

لم أخبر أمي عن وجهتي و تركت عينيها فريسة لتساؤلاتها حول سر شحوبي …. فقط هاتفته على عجل بأن يلاقيني بالقرب من مقر عمله .

سطرت في رأسي مسودات لما سأقوله …كيف سألغي عُرساً تقرر منذ شهور أن يقام بعد أيام قليلة ؟؟

تبدو عقارب الساعة و كأنها عالقة كالمشط في شعري المجعد …تلمس أنامل كتفي بلطف ، أرتعد

لم تنتبهي لبوق السيارة-

آسفة!!-

لن نتمكن من الحديث هنا ..قادني بذراعه الملفوفة حولي إلى السيارة … و ددت لو أزيحها عني ..و لكنني لم استطع !!

أغلق النوافذ و أدار المحرك … فتحت  النافذة و أخرجت رأسي تداعب الرياح خصال شعري المجعد ..و تلامس وجنتي في حنو أمومي … لكم عنفتني أمي لأملس شعري كما يفترض بالفتيات ذوات الرؤوس المجعدة أن يفعلن … لكنني دوماً تركته على فوضويته المحببة … لعله كان تمردي الأول

يلفنا الصمت بأغطيته الثقيلة  تخنقني ..يبدو و كأن كل ما أعددته من مسودات قد أنمحي كأي تلميذ بليد يجلس إلى ورقة الإمتحان فينسال الدرس من بين أصابعه !!

كيف هي قدمك ؟ هل لاتزال تؤلمك؟-

لا أحسن قليلاً !-

الحمد لله..

ثمة صمت ثقيل بيننا …كغرباء كلٌ في عالمه !! لم لم تسرِ أنامله في تلك الكهرباء التي داهمتني لمصافحة أسامة ؟!

   هل يتجلد المرء و ينخلع من كل شيء ليبحر ككولومبس نحو عالمه الجديد …هل تكفي تلك الرغبة المحمومة ..هل يكفي ذلك اليقين الذي لا يلامس الأرض ؟

 …في البدء لم أعد أسمع أحمد ، ثم لم أعد أراه  …بدأت الأشياء تتلون بأسامة ، تتأثث بحضوره و تتأرج بعطره …بدأ يسنحب على كل ما حولي ..على عيني اللتين تفتشان عنه بين الوجوه ..و الهاتف الذي ينتظر أن يدق و يظهر أسمه..و ساعات الإنتظار التي ملت إنتظاره .. و الليالي المعتمة …و الأضواء الخافتة ..و أقداح القهوة ..و دخان السجائر الذي يرسمه …و محبس غيره في يميني ينتظرأن ..ينتقل إلى يساري …و الكتب التي نتشاركها ..و موسيقى الفلامنكو بتمردها و التي يهواها كلٌ منا …

كيف أمهد لمن ظن أنه فارسي الوحيد … أن قلبي يخفق بغيره ..و أن الكون من حولي يأرج به …و أنني استنشقه و أنه حل في كل الصور و لون كل الذكريات و سكن الجوانب التي لم يسكنها هو في سنينه الأربع ؟

لم تسألني ؟ –

لم تخبرينني –

الفرح .. …-

من هو ؟ -! –

من تقصد ؟ –

ذلك الشاب …لم تظنيني أعرف … أنا أعلم منذ مدة … و كنت أود أن أبلغك.. لو أردتِ إلغاء العُرس …فإن هذه رغبتي أيضاَ-

نظرت إلى يمينه فإذا هي عارية من خاتمي ! …

أحمد أنا آسفة –

لا تعتذري … فالخطأ كان خطأي …لم أرَ ..لم أرد أن أفعل !!-

 أوقف السيارة و ترجلت منها…لم ألتفت …لم أودعه ..لم أخلع خاتمه …..فقط سرت إلى حيث أريد …إلى حيث آمل أن تكون الألوان أكثر زهواً و دفئاً  … إلى حيث تنفرد تجاعيد الحياة ..و تبدو السماء أكثر زرقة …و الشعور أكثر فوضوية ! !