Month: December 2015

كي تسامح …كي أسامح

قالت لي صديقتي الحكيمة ،أن التسامح ينبع من الذات.
حسناً ، ربما ما يحتاجه المرء كي يسامح أحدهم أن يسامح نفسه أولاً؛ على كل الأخطاء ،كل الخذلان ، كل الضعف ، و كل سوء تقديرٍ للأمور .
كي تسامح …كي أسامح ..عليك أن تقبل في سلام الفشل كأحد خيارات الحياة التي تطفو كثيراً.
كي تسامح …كي أسامح ..يجب أن تتصالح مع طينتك التي تحتوي الخطأ كأحد مكوناتها الأساسية…الأمر كأن تقبل أنفك المعقوق على حالته.
كي تَسامح …كي أًسامح …يحتاج المرء منا أن يغلق عينيه ليلاً فلا يشعر بثقل جلد الذات .
كي تسامح …كي أسامح …يحتاج المرء منا أن يدرك أن بعض الأشياء تحدث فقط ..دونما تحليلات منطقية أو أسباب منمقة.
كي تسامح …كي أسامح.. يحتاج المرء أن يؤمن حقاً أنه ليس مركز الكون و أن كل الأحداث الغير سارة ليست بالضرورة صفعة موجهة إلى ذاته الهشة جداً …فبعض الأشياء تحدث لأنها تحدث. هكذا دون أسباب.
كي تطلب الغفران أو تعطي الغفران ؛ تحتاج أن تغفر لنفسك أولاً و قبل كل شيء.
كي تفهم ما تعنيه تلك الأحرف : غ ف ر ا ن …يجب أن تمنح غفران غير مشروط لنفسك الثكلى لبعض الراحة بعد طول تخبط.
ربما حين تعي ما يعنيه الغفران من مقاومة للنفس و من انعتاق و تحرر من قيود الماضي الذي ولى …ربما فقط
ربما حينها فقط …تستطيع أن تهب الغفران و السماح عن طيب نفسٍ .

#أفكار عن الإكتئاب

لم أُشَخص أبداً بالإكتئاب …و لا أعرف ماهية أن يحتال عقل الشخص عليه و أن يحيطه بأسوار تمنعه من النفاذ إلى الحياة تماماً..و لكن أمتلك تعاطف حقيقي مع مرضى الإكتئاب و غيرها من الأمراض العقلية. ربما لأنني أدرك كم هو مؤلمٌُ أن تتوقف الحياة في أحدنا عن الخفق و ربما لأنني وجدت نفسي مصادفة على معرفة بما تعنيه الأمراض العقلية من الألم و ربما لأنني أرفض الوصم أياً كان نوعه و ربما لأنني أكره الوسم “فضيحة و عار” و ربما لأنني رأيت كم أختلفت حياة البعض بالعلاج و الدعم و ربما لأنني رأيت كم تحطمت حَيَوات بالنكران و الخذلان ..و ربما لأنني أدركت مؤخراً أن الضعف هو ما يجعلنا بشراً…و أن القليل أو الكثير من الضعف لا يضر …و أن إحترام الضعف الإنساني فريضة للسلام النفسي.
لا أدري لما يوصم المرض النفسي مجتمعياً…أخبرني أحدهم لأنه إعترافاً بأن هذا العقل يخذل صاحبه دائماً و أنه مورث و يورث …هل يخذل جسد مريض السكري صاحبه ؟و هل توصم العائلات التي لديها سلسال من موتى بسبب السرطان ؟
أعتقد أننا نختار أن نجعل الحياة أكثر تعقيداً…و نحملها ما لا تحتمله.
كلنا ضعفاء و إن أختلفت الدرجات
و كلنا بحاجة إلى الدعم
و كلنا نسلك طريق حزين …ولكن بعضنا لا يستطيع الخروج منه أبداً و بعضنا الآخر يخرج منه و من ثم يعود إليه.
قد تكون هناك أسباب وراثية أو نشأة أو كرب أو تجربة أليمة …لا يُعرف السبب ..و لكن كلنا نستحق أن نتقبل كما نحن …لا كما يجب أن نكون.
لا أعرف إن كان ثمة طريقة قطعيةعما يجب أن نكونه …أتمنى ألا يكون هذا أحد الأوهام التي نتخيلها و نحاول أن نفرضها على بعضنا البعض.